Featuredأوزباكستانلقاءات مميزة

وزير خارجية أوزبكستان: رحلات «الجزيرة» ستساهم في تعميق وتوسيع العلاقات مع الكويت

«أدعو المستثمرين الكويتيين للمشاركة بتنفيذ المشاريع في مختلف قطاعات الاقتصاد»

الراي | طشقند – خالد الشرقاوي |

– إقامة من دون تأشيرة لمدة 10 أيام في أوزبكستان للكويتيين
– حجم التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري مع الدول العربية 6 مليارات دولار
– أوزبكستان منفتحة اليوم على العالم الخارجي بواقعية سياسية براغماتية
– أولويتنا تعزيز علاقات مع دول الجوار لحل قضايا الحدود والاستخدام الرشيد للموارد
– تمكنا من خلق بيئة سياسية إيجابية جديدة من نوعها في آسيا الوسطى
– لا يمكننا عزل أفغانستان وترك شعبها وحده مع مشاكله الصعبة
– أفغانستان مصدر الفرص الجديدة أيضاً
– كنا من أوائل الدول بإقامة علاقات عملية مع «طالبان» في التسعينيات
– أمن وتنمية منطقتنا يعتمدان إلى حد كبير على الوضع في أفغانستان

أكد وزير خارجية جمهورية أوزبكستان عبدالعزيز كاملوف، أن الإصلاحات الجذرية العميقة التي أطلقها الرئيس شوكت ميرزاييف قبل خمس سنوات، كان لها تأثير جدي على السياسة الخارجية لبلاده وموقفها الدولي، لافتاً إلى أن أوزبكستان منفتحة اليوم على العالم الخارجي وهي تُظهر الواقعية السياسية والبراغماتية.

وأضاف الوزير كاملوف في لقاء مع «الراي»، هو الأول الذي يجريه مع صحيفة خليجية، منذ توليه منصبه في عام 2012، أنه منذ الاستقلال أقامت أوزبكستان علاقات ديبلوماسية مع جميع الدول العربية، وتوسع حجم التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري مع تلك الدول، إلى نحو 6 مليارات دولار.

وكشف أن علاقات بلاده بالكويت اكتسبت ديناميكية خاصة في السنوات الأخيرة، حيث عقدت طشقند والكويت حواراً سياسياً نشطاً، بالإضافة الى إرساء أساس متين بين البلدين، لتوسيع التعاون في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية، مؤكداً أن تدشين رحلات منتظمة لـ«طيران الجزيرة»، خطوة مهمة في تفعيل التعاون الثنائي متعدد الأطر، وسيساهم في تعميق وتوسيع العلاقات التجارية والاقتصادية والثقافية والإنسانية، كاشفاً أن بلاده وضعت نظام إقامة من دون تأشيرة لمدة 10 أيام للمواطنين الكويتيين.

وتطرق للقضية الأفغانية، مؤكداً أنه لا يمكن عزل أفغانستان وترك الشعب الأفغاني وحده مع مشاكله الصعبة، مشدداً على ضرورة انتباه المجتمع الدولي إلى ملاءمة وضع استراتيجية لإعادة إعمار أفغانستان، بعد انتهاء الصراع وضرورة «رفع تجميد» المبالغ الخارجية لهذا البلد، معتبراً أن أفغانستان مصدر للفرص الجديدة.

وفي ما يلي نص الحوار مع أحد أقدم الديبلوماسيين في العالم، والذي عمل في بعض دول المنطقة منذ عام 1973، عندما كان في وزارة خارجية الاتحاد السوفياتي السابق:

العلاقات الكويتية – الأوزبكستانية

 

• من المعلوم بأنكم تولون أهمية خاصة للعلاقات مع الكويت، وأن بعثتكم الديبلوماسية تلعب، إلى حد ما، دور سفارة إقليمية. كيف يتميّز تعاون بلدكم مع الكويت؟ وكيف تتطور العلاقات الثنائية؟

– في السنوات الأخيرة اكتسبت علاقاتنا ديناميكية خاصة.

تقوم طشقند والكويت بعقد حوار سياسي نشيط.

بالإضافة الى أنه تم إرساء أساس متين بين البلدين لتوسيع التعاون في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية.

كما تتوسع العلاقات الثقافية والإنسانية بشكل مكثف.

وزار وفد من الكويت برئاسة وزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد الناصر أوزبكستان، للمشاركة في المؤتمر الدولي «وسط وجنوب آسيا: الارتباط الإقليمي، التحديات والفرص» في يوليو، حيث قابل الرئيس شوكت ميرزاييف خلال اقامته في طشقند. ونتيجة للزيارة تم اعتماد «خارطة طريق» لتنفيذ الإجراءات العملية التي تم الاتفاق عليها خلال اجتماع القمة.

في أغسطس من هذا العام زار مدينة طشقند وفد كويتي آخر، برئاسة وزير المالية وزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار خليفة حمادة، وشارك في الاجتماع السنوي لمجلس محافظي البنك الإسلامي للتنمية.

وتدعم أوزبكستان والكويت بشكل دائم ومتبادل مبادرات الطرفين، في إطار المنظمات الدولية، كما يجري بنجاح التعاون المالي والفني لأوزبكستان مع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.

وفي خطوة مهمة لتفعيل التعاون الثنائي متعدد الأطر، تم تدشين رحلات منتظمة لـ«طيران الجزيرة» اعتباراً من 27 يونيو 2021 بخط السير الكويت – طشقند – الكويت.

وهذا بلا شك سيساهم في تعميق وتوسيع العلاقات التجارية والاقتصادية والثقافية والإنسانية.

كما قرر الجانب الأوزبكي إدخال نظام إقامة من دون تأشيرة لمدة 10 أيام في أوزبكستان للمواطنين الكويتيين منذ مارس 2021.

وأنتهز هذه الفرصة لأدعو الشركات التجارية والاقتصادية الكويتية والمستثمرين إلى المشاركة بنشاط في تنفيذ المشاريع في مختلف قطاعات الاقتصاد الأوزبكي، بما في ذلك الوقود والطاقة والكهرباء والكيمياء والأدوية ومواد البناء والهندسة الميكانيكية والمنسوجات والصناعات الغذائية والزراعة وغيرها.

أولويات السياسة الخارجية

• ما هي أولويات السياسة الخارجية لأوزبكستان؟

– الإصلاحات الجذرية العميقة التي أطلقها الرئيس شوكت ميرزاييف قبل خمس سنوات، كان لها تأثير جدي على السياسة الخارجية للبلاد وموقفها الدولي.

أوزبكستان منفتحة اليوم على العالم الخارجي، وهي تُظهر الواقعية السياسية والبراغماتية.

نحن نعتزم وبكل ثبات بناء علاقات ودية وذات منفعة متبادلة مع جميع الدول، على أساس احترام مصالح بعضها البعض، والبحث عن المصالح المشتركة أو المتقاربة.

إن الرغبة في الحوار والاستعداد لتقديم تنازلات معقولة عند حل أي قضايا معقدة هي مبادئ مهمة في السياسة الخارجية لأوزبكستان.

وقبل كل شيء أثرت هذه المبادئ بشكل إيجابي على السياسة الإقليمية لطشقند.

آسيا الوسطى، هي أحد الاتجاهات الرئيسية للسياسة الخارجية لبلدنا، لأن الأمن والتنمية المستدامة لأوزبكستان، مرتبطان بشكل مباشر بالمنطقة المجاورة.

وكما قال الرئيس شوكت ميرزياييف «نحن ندرك جيداً بأن آسيا الوسطى جسم واحد كما كان خلال القرون الماضية مساحة جغرافية واقتصادية وثقافية مشتركة».

ومن هذا المنطلق فإن الأولوية لأوزبكستان الخارجية تعزيز العلاقات مع الدول المجاورة لحل قضايا ترسيم الحدود، والاستخدام الرشيد للموارد المائية.

إن الأولوية الأخرى لأوزبكستان هي التطوير التدريجي في العلاقات الاستراتيجية مع جميع دول القوى الكبرى وغيرها من دول العالم.

نحن ننتهج سياسة خارجية متعددة الاتجاهات تهدف إلى إنشاء نظام إقليمي مستقر وعلاقات دولية ثابتة استناداً إلى مبادئ ومعايير القانون الدولي المعترف بها عالمياً.

وظهر أخيراً أمام المجتمع الدولي مصطلح «أوزبكستان الجديدة».

وهذا اعتراف بأن بلدنا وبعد تحديد أولويات سياستها الخارجية المتجددة، انتقلت الى مرحلة جديدة من التطور.

فتح الحدود في آسيا الوسطى

• نشهد تغييرات ديناميكية للغاية أو جوهرية في هذه المنطقة: آسيا الوسطى. ما رؤيتكم للوضع الحالي في منطقة ما وراء النهر وآفاق تطورها؟

– حدثت تغييرات كبيرة في آسيا الوسطى منذ العام 2016 نتيجة للتقارب مع الدول المجاورة.

وفضلاً عن البحث المشترك عن حلول مشاكل إقليمية مشتركة، تمكنا من خلق بيئة سياسية إيجابية جديدة من نوعها.

وتتميز هذه السياسة بتعزيز التعاون بين أوزبكستان وجميع دول آسيا الوسطى.

وازداد حجم التبادل التجاري لأوزبكستان لعدد المشاريع المشتركة مع دول آسيا الوسطى.

تلاحظ تغييرات كبيرة ليس فقط في إحصاءات التعاون الاقتصادي، بل في الحياة اليومية ايضاً.

تم فتح الحدود وحل المشاكل المتعلقة بالتأشيرات.

وبدأ مواطنو الدول المجاورة في التنقل بحرية تامة من بلد إلى آخر، واستعادوا العلاقات المقطوعة سابقاً مع جيرانهم وأقاربهم. كما تمت إعادة الروابط الثقافية والإنسانية.

ومن المؤشرات المهمة للوضع الجديد في المنطقة هي وضع آلية الاجتماعات التشاورية لزعماء دول آسيا الوسطى التي تم إنشاؤها حديثاً بمبادرة من أوزبكستان.

وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس ميرزياييف لعب دوراً رئيسياً في إنشاء فلسفة سياسية جديدة للتعاون وحسن الجوار في آسيا الوسطى.

والفكرة التي طرحها الرئيس عن التاريخ الموحد والمستقبل المشترك لبلدان آسيا الوسطى قد تصبح موضوعاً ملحاً للدراسات من قبل الأوساط العلمية والأكاديمية.

القضية الأفغانية

• شاركتم شخصياً في العمليات المتعلقة بالقضية الأفغانية، هل لنا أن نعرف موقف أوزبكستان من حل مشكلة أفغانستان، ورأيكم في وضعها الحالي؟

– إن ضمان تسوية سلمية للنزاع الأفغاني واستقرار أفغانستان وبناء علاقات عملية مع جارتنا الجنوبية، من أهم مهام السياسة الخارجية لأوزبكستان. في هذه الشأن اكتسبنا الكثير من الخبرة العملية.

كنا من أوائل الدول التي أقامت علاقات عملية مع «طالبان» في التسعينيات، كما قدمنا مساهمة عملية في بدء عملية السلام في الدوحة.

وكل هذا قدم لأوزبكستان دوراً خاصاً في التسوية الأفغانية.

لن أتوقف بالتفصيل عن الوضع الحالي في أفغانستان.

أود فقط أن أشير إلى أن الأمن والتنمية المستدامة لمنطقتنا يعتمدان إلى حد كبير على الوضع في أفغانستان.

يعتبر هذا البلد من التاريخ جزءاً لا يتجزأ من آسيا الوسطى من جوانب كثيرة.

كما نعيش منذ قرون جنباً إلى جنب مع الشعب الأفغاني في أرض ثقافية وحضارية مشتركة.

أظهرت نتائج المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول الترابط الإقليمي بين وسط وجنوب آسيا، في طشقند من 15 إلى 16 يوليو الفائت، مدى اهتمامنا جميعاً بأن تصبح أفغانستان ليس حاجزاً بل جسر بين المنطقتين.

ولذا وفي هذا الوقت الصعب، لا يمكننا عزل أفغانستان وترك الشعب الأفغاني وحده مع مشاكله الصعبة.

وفي هذا الصدد، تلفت أوزبكستان انتباه المجتمع الدولي، إلى وضع استراتيجية لإعادة إعمار أفغانستان، بعد انتهاء الصراع، وضرورة رفع تجميد المبالغ الخارجية لهذا البلد، ومنع تقليص المساعدات الإنسانية المقدمة إلى الأفغان في الفترة الصعبة الحالية.

يجب على المجتمع الدولي دعم وتشجيع الحكومة الجديدة، وليس عزل وفرض عقوبات.

وبدورها تقدم أوزبكستان كل المساعدات الإنسانية الممكنة وغيرها من المساعدات إلى الأفغان.

فتحنا الحدود الأوزبكية – الأفغانية واستأنفنا تصدير المواد الغذائية الأساسية والمنتجات النفطية والكهرباء.

وفي 16 أكتوبر من العام الجاري عُقدت في مدينة ترميز – جنوب أوزبكستان – المفاوضات الأوزبكية الأفغانية الحكومية واسعة النطاق، والخاصة بتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية.

بكلمة واحدة نرى أفغانستان مصدراً للفرص الجديدة.

مكانة أوزبكستان الإسلامية

• كيف تقيّمون مكانة ودور أوزبكستان في العالم الإسلامي، وكذلك العلاقات الحديثة لبلدك مع الدول العربية؟

– وصل الدين الإسلامي الحنيف إلى آسيا الوسطى خلال القرنين السابع والثامن مع الفتوحات العربية.

ودخل الإسلام بثبات في ثقافة وعقلية سكان منطقتنا حيث يعتبر أكثر من 90 في المئة من سكانها مسلمين.

وأوزبكستان عضو كامل في منظمة التعاون الإسلامي.

إن تطوير العلاقات وإقامة تعاون متعدد الأطر مع دول العالم العربي يعتبران من الأولويات الأساسية لسياسة أوزبكستان الخارجية.

منذ حصولنا على الاستقلال أقمنا علاقات ديبلوماسية مع جميع الدول العربية.

والآن يتوسع حجم التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري مع الدول العربية، حيث تتجاوز المحفظة المعلنة للمشاريع الاستثمارية 6 مليارات دولار.

وفي نفس الوقت ليست المصالح الاقتصادية وحدها هي التي توحدنا مع العالم العربي. لقد سلطت عمليات العولمة الضوء على العديد من التحديات والمهام المشتركة التي يجب علينا – نحن الدول الإسلامية – حلها من خلال الجهود المشتركة.

ومن بين هذه المهام، مكافحة الجهل وتعزيز أفكار التسامح والتعليم والتسوية السلمية للنزاعات وحل المشاكل الملحة للشباب وخاصة في مجال التعليم.

كاملوف الديبلوماسي المخضرم

من مواليد 16 نوفمبر 1947 بمدينة يانجيول.

تخرج من الأكاديمية الديبلوماسية بوزارة الخارجية في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، حاصل على الدكتوراه في التاريخ.

عمل في سفارة الاتحاد السوفياتي في لبنان 1973، وسورية 1980.

ثم نائب رئيس جهاز الأمن القومي في أوزبكستان.

في عام 1994 وحتى عام 2003 أصبح وزيراً للخارجية.

عمل مستشار الدولة لرئيس الجمهورية.

عمل سفيراً فوق العادة مفوض لدى الولايات المتحدة، وسفيراً غير مقيم لدى كندا والبرازيل حتى عام 2010.

منذ يناير 2012 وحتى اليوم وزيراً للخارجية.

أوزبكستان حاضنة العلماء: الترمذي والزمخشري إلى البخاري

قدمت أوزبكستان مساهمة كبيرة في تنمية الحضارة الإسلامية.

وتعتبر مهداً للعلم والثقافة والفن.

عاش وعمل على هذه الأرض علماء ومفكرون عظماء مثل الإمام الترمذي ومحمود الزمخشري وأبومنصور الماتريدي، حيث تعتبر أعمالهم كنزاً للفكر العلمي وتراثاً للبشرية.

كما أن مجمع الأحاديث الأكثر موثوقية، تم إعداده من قبل الإمام البخاري العالم المنحدر من ما وراء النهر، الذي ترك عدداً كبيراً من الآثار الإسلامية المهمة، بما في ذلك الجامع الصحيح «صحيح البخاري».

ويسعى ملايين المسلمين حول العالم لزيارة موطن الإمام في مدينة بخارى المقدسة، وزيارة ضريحه في سمرقند.

الديبلوماسية المتوازنة والحكيمة

أكد كاملوف أن العلاقات التي أنشأتها بلاده مع أفغانستان في وقت سابق، وكذلك الديبلوماسية المتوازنة والحكيمة، تسمحان بإجراء حوار متساوٍ ومفيد مع قيادة «طالبان»، مضيفاً «نحن نتفاوض حول استئناف تدريجي وكامل للتعاون بين أوزبكستان وأفغانستان، بما في ذلك ما يتعلق بآفاق مشاريع البنية التحتية، بالإضافة إلى بناء خط كهرباء سورخان – بولي – خومري».

 

زر الذهاب إلى الأعلى