Featuredأخبار دولية

لحظة فارقة حسمت انضمام فنلندا والسويد لـ”الناتو”

قبل اجتماعات حلف شمال الأطلسي “الناتو” التي انطلقت أمس الثلاثاء في مدريد، كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعارض بقوة انضمام فنلندا والسويد للحلف العسكري.

وبعد ساعتين من المناقشات بين الجانبين أمس قررت الوفود أخذ استراحة لتناول القهوة، وهنا كان التحول في موقف أردوغان، الذي وافق على اتفاق يسمح للدولتين الاسكندنافيتان بالانضمام لـ “الناتو”، بعد أن بدا أن ذلك مستحيل سياسيا.

قالت وزيرة الخارجية الفنلندية، بيكا هافيستو، في مقابلة مع بلومبرغ: “خلال أول ساعتين، لم يتحرك شيء، لكن بعد ذلك كانت هناك استراحة لتناول القهوة”.

عندما عادت الوفود إلى طاولة الاجتماعات تمكن الجانبان من التوصل إلى طريقة تمكن فنلندا والسويد من الانضمام للتحالف العسكري، تضمن معالجة مخاوف أردوغان الأمنية التي كانت مقبولة لدى الجانبين.

وأضافت هافيستو: “خلال استراحة القهوة، هناك دائما إمكانية لاستخدام القليل من الإبداع والعثور على لغة تناسب الجميع، لقد نجحنا في ذلك”.

واتفق قادة حلف شمال الأطلسي، اليوم الأربعاء، على دعوة فنلندا والسويد رسميا للانضمام إلى الحلف، بعدما أبرمت تركيا اتفاقا مع الدولتين لرفع اعتراضها على عضويتيهما.

وكانت فنلندا والسويد أعلنتا عن سعيهما للانضمام لحلف شمال الأطلسي في مايو الماضي على خلفية قلق الدولتين من العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا مما دفعهما لاتخاذ قرار يخالف سياسة خارجية معتمدة على الحياد اتبعتها الدولتان لعقود.

وكان توسع حلف شمال الأطلسي ليصل لحدود روسيا هو بالتحديد ما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه يريد منعه من خلال حربه في أوكرانيا التي بدأت في 24 فبراير.

ورفضت تركيا العضو في الحلف في البداية الخطوة وهددت بمنعها وعللت ذلك بما تصفه بدعم الدولتين لمسلحين أكراد وحظرهما تصدير بعض أنواع الأسلحة لها.

لكن تركيا تخلت عن معارضتها لانضمام فنلندا والسويد إلى حلف الأطلسي بموجب اتفاق معهما والذي كان بمثابة مفاجأة للكثيرين.

وتعهدت الدولتان الاسكندنافيتان بعدم دعم الجماعات التي تعتبرها أنقرة كيانات إرهابية، وأعلنت التزامها بمنع أنشطة حزب العمال الكردستاني المسلح وفروعه.

كما أعلنت فنلندا والسويد أنهما لن تدعما وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تقول أنقرة إنها تابعة لحزب العمال الكردستاني.

من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف اليوم الأربعاء إن روسيا تنظر إلى خطط السويد وفنلندا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي على أنها خطوة مزعزعة للاستقرار في وقت بدا فيه أن الدولتين ستحصلان على تسريع لإجراءات عضوية الحلف.

ونقلت إنترفاكس عن ريابكوف قوله “نعتبر أن توسيع حلف شمال الأطلسي عامل يزعزع الاستقرار فيما يتعلق بالشؤون الدولية. ولا يضيف أمنا لمن يوسعونه ولا لمن ينضمون إليه ولا لدول أخرى تعتبر الحلف تهديدا”.

واتفق قادة حلف شمال الأطلسي، الأربعاء، على دعوة فنلندا والسويد رسميا للانضمام إلى الحلف، بعدما أبرمت تركيا اتفاقا مع الدولتين الاسكندنافيتين لرفع اعتراضها على عضويتيهما.

وقال بيان صادر عن قمة التحالف التي عقد في العاصمة الإسبانية مدريد: “قررنا دعوة فنلندا والسويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي ووافقنا على توقيع بروتوكولات الانضمام”.

جاء في البيان “ضم فنلندا والسويد سيجعل (الحلفاء) أكثر أمنا، وسيزيد من قوة حلف شمال الأطلسي وسيزيد من أمن منطقة أوروبا والأطلسي” مضيفا أن الحلف وافق أيضا على مفهوم استراتيجي جديد”.

زر الذهاب إلى الأعلى