Featuredتنزانيامنوعات

شاهد بالصور … تنغا تنغا مدرسة الرسم ذات الإسلوب المميز في تنزانيا

ألوان مبهجة، تفاصيل لا تنتهي ، محتوى حقيقي واقعي من الطبيعة الأم، و الأهم من كل ذلك بساطة في الرسم حدّ الذهول ، تأخذك إلى عالم آخر تغوص فيه مع الألوان و تندمج مع التفاصيل الكثيرة و تعشقها ، و تشعر أن اللوحة تنبض بالحياة …
إنها مدرسة تنغا تنغا في الرسم .

يعتبر تنغا تنغا أسلوب و مدرسة رسم متفردة نشأت في النصف الثاني من القرن العشرين في منطقة خليج المحار في دار السلام (تنزانيا) وانتشرت لاحقًا إلى معظم شرق إفريقيا. يعد تنغا ينغا أحد أكثر أشكال اللوحات السياحية تمثيلاً في تنزانيا وكينيا والبلدان المجاورة ، وهو التذكار المهم الذي يفضل السياح اقتناءه لدى انتهاء رحلتهم.



من هو مؤسس تنغا تنغا ؟

يعود الفضل في تأسيس هذه المدرسة الفريدة من نوعها إلى الفنان التنزاني إدوارد سعيدي تنغاتنغا ، الذي ولد في عام 1937 لعائلة من مزارعي الكفاف في جنوب تنزانيا.

إدوارد سعيدي تنغا تنغا

بدايات تنغا تنغا

في عام 1953 سافر إدوارد إلى دار السلام بحثاً عن عمل، وقد عمل في وظائف غريبة في صناعة البناء حتى عام 1961.

أُعجب بالسهولة التي باع بها الفنانون الزائيريون اللوحات ذات الطراز الغربي للسياح ، قرر أن يجرب يده كرسام. . نظراً لأنه لم يكن قادراً على شراء اللوازم الفنية ، فقد بدأ بمواد أولية بسيطة جداً ، والرسم على ألواح السقف المهملة باستخدام بقايا مينا الدراجات والطلاء المنزلي وفرشاة الرسم القديمة. على الرغم من هذه البداية غير الواعدة ، سرعان ما طور إدوارد أسلوباً فنياً جديداً وفريداً، و جذب انتباه السياح لهذا الإسلوب السريالي الملفت .

المحتوى الفني للوحات تنغا تنغا

صورت لوحات إدوارد في البدايات ، صور من الحياة اليومية الملونة والمزدحمة و التي تعج بحيوانات وطيور رائعة وأفراد قبائل يرقصون ومشاهد من حياة القرية. أدى افتقاره إلى التدريب الرسمي إلى اتباع نهج بسيط ومباشر وساذج في التعامل مع الموضوعات الطبيعية ، يفتقر إلى الفروق الدقيقة والتفاصيل ولكنه مليء بالحياة الوافرة والأهواء والألوان ، و هذا ما جعل من مدرسة تنغا تنغا لاحقاً مدرسة مميزة و متفردة عن غيرها من مدارس الرسم .

تُظهر لوحات تنغا تنغا المبكرة حيوانات مسطحة ثنائية الأبعاد مرسومة على خلفية بسيطة. يرتبط كل منها بأسطورة أو قول مأخوذ من ثقافة ماكو القبلية في تنغاتنغا. على الرغم من أن الموضوع ريفي ، إلا أن اللوحة هي شكل فني حضري واضح ، تطورت في شوارع دار السلام ، وفي الواقع لم يتم تصورها كوسيلة للتعبير الشخصي ، ولكن كوسيلة لكسب المال ، و لكن المحتوى المبهج ذو الألوان الصاخبة و التفاصيل الكثيرة ، و البساطة حدّ الذهول ، قد أدى إلى احتساب فن تنغا تنغا على أنه انعكاس للمفاهيم البسيطة و الهادئة للحياة الإفريقية ، و التي تستحق أن يقتنيها السياح كتذكار صريح من إفريقيا.
بيعت اللوحات بشكل جيد وقام إدوارد بالاستعانة بأفراد من عائلته لنسخ هذه للوحات .



مدرسة تنغا تنغا لتعلم الرسم

توفي إدوارد في عام 1972 ، و هو في أوج عطائه الفني وازدهاره، فقام زملاؤه بتأسيس جمعية للفنون التعاونية و تمت تسميتها باسمه
(تنغا تنغا ) و أصبحت هذه الجمعية مدرسة هامة للرسم على نهج و أسلوب إدوارد في الرسم ، وانضم إليها الكثير من الفنانين المبدعين من دار السلام و زنجبار و اتبعوا نفس طريقة و إسلوب إدوارد في الرسم ، مع بعض التعديلات و التوسع في المحتوى والموضوع .



تطور مدرسة تنغا تنغا في الرسم

تطور فنانو تنغا تنغا كثيراً من ذلك الحين و لغاية الآن مع المحافظة على أساسيات هذه المدرسة من حيث البساطة في الرسم و استخدام الألوان الزاهية و الأدوات البسيطة البعيدة عن التكلف و المبالغة ، و لكنهم توسعوا في موضوع و محتوى اللوحات فرسموا لوحات عن الحيوانات الخمسة الكبار و الهجرة العظيمة للحيوانات و المعالم الطبيعية الغنية ، و أما فنانو زنجبار فقد أضافوا الكثير إلى هذا الفن الرائع ؛حيث نشاهد في لوحاتهم الأسماك و القرود وثمار جوز الهند وأشجار النخيل ، وكذلك لوحات ساحرة للشاطئ و الغابات الخضراء الكثيفة، و الآلات الموسيقية المختلفة و طبعاً أشخاص من البيئة المحيطة .

و أما عن المواد المستخدمة ، فقد استخدم الفنانون الحاليون القماش المشدود مثل الموسلين و الخام الأبيض و الكنفا.

اليوم تنتشر لوحات تنغا تنغا بكثرة في السويد و الدنمارك و سويسرا و كذلك الولايات المتحدة الأمريكية ، و هناك العديد من الفنانين من مختلف هذه البلدان هم أعضاء في جمعية تنغا تنغا للفنون التعاونية .

و من الملفت للانتباه بالنسبة للسياح أن لوحات تنغا تنغا منتشرة في الأسواق الشعبية و أماكن السياحة و التسوق في أرجاء تنزانيا ، فإذا ما ذهبت باتجاه السوق في دار السلام فسوف تجد العديد من الفنانين الموهوبين على جانبي الطريق ، يعرضون لوحاتهم الجميلة و قد تُرسم بعض اللوحات مباشرةً أمام ناظريك ، و نفس الحال في أروشا مثلاً أو زنجبار و خاصة في المدينة الحجرية وبازار دراجاني ، و في معظم أنحاء تنزانيا ، و على وجه التحديد تلك المناطق التي يرتادها السياح.

أسعارلوحات تنغا تنغا بمتناول اليد للراغبين في اقتناء مثل هذه اللوحات الفريدة كتذكار من رحلتهم ، أو إضافة قيمة فنية و جمالية تزين جدران منازلهم أو مكاتبهم أو أي مكان يرغبون ببث روح جمالية مبهجة فيه.

و يبقى إسلوب و مدرسة تنغا تنغا فريد من نوعه لا تشبهه أي مدرسة أخرى، و تبقى لوحات تنغا تنغا بالفعل تحفة فنية و قيمة جمالية ليس لها مثيل.

زر الذهاب إلى الأعلى