الصين.. ميناء هاينان للتجارة الحرة يسعى إلى النمو ليكون نموذجاً صينياً في العصر الجديد

تعمل الصين على تسريع بناء ميناء هاينان للتجارة الحرة بجنوبي البلاد، بهدف جعله نموذجها لـ الإصلاحوالانفتاح في العصر الجديد.

بدأ بناء الميناء في أبريل عام 2018 عندما أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ في تجمع للاحتفال بالذكرى الـ30 لتأسيس مقاطعة هاينان ومنطقة هاينان الاقتصادية الخاصة، أن البلاد ستدعم المقاطعة في بناء جزيرة المقاطعة بأكملها لتكون منطقة تجريبية للتجارة الحرة، والاستكشاف التدريجي والترويج المستمر لإنشاء ميناء للتجارة الحرة بخصائص صينية.

وفي أبريل الماضي، عندما زار شي المقاطعة مرة أخرى، شدد على تسريع بناء الميناء ليصبح نموذجا للإصلاح والانفتاح للصين في العصر الجديد.

وتمتلك الصين خططاً كبيرة للمقاطعة التي ستتحول إلى ميناء للتجارة الحرة على ثلاث مراحل في أعوام 2025 و2035 و2050، مع تحول الميناء إلى منطقة جمركية مستقلة بحلول عام 2025.

وسيكتسب الميناء “تأثيرا عالميا” ويلعب دورا هاما في استمرار انفتاح البلاد وتوسيع تجارتها الخارجية.

وساهمت الدورة الثالثة لمعرض الصين الدولي للمنتجات الاستهلاكية التي افتتحت في المقاطعة يوم الاثنين في بناء الميناء، وتم عرض أكثر من 4000 منتج من 65 دولة ومنطقة في المعرض، وشهد أول يومين بعد افتتاح المعرض أكثر من 380 فعالية، بما فيها مراسم توقيع الاتفاقيات والمنتديات.

ومع السياسات المواتية الصادرة لبناء الميناء، يوفر المعرض فرصة جيدة للشركات الأجنبية لدخول السوق الاستهلاكية الضخمة للصين وللشركات الصينية للسفر إلى الخارج.

وقال قوي قانغ، نائب مدير لجنة التنمية والإصلاح بالمقاطعة “يعد بناء ميناء هاينان للتجارة الحرة إستراتيجية وطنية رئيسية تم التخطيط لها وتعزيزها من قبل الحكومة المركزية للصين. وفي السنوات الخمس الماضية، ألقى الرئيس شي خطابات وتوجيهات مهمة عدة مرات، وأشار إلى اتجاه بناء الميناء وقدم لنا المبادئ الأساسية”.

خلال السنوات الخمس الماضية، تم تنفيذ أكثر من 180 سياسة وتدبيرا بشأن الإعفاءات التعريفية وتسهيل التجارة والاستثمار لدعم تنمية ميناء هاينان للتجارة الحرة. ويمتلك الميناء أقصر قائمة سلبية لوصول الاستثمار الأجنبي إلى السوق، حيث انخفض عدد العناصر المدرجة في القائمة إلى 27 فقط.

وجذبت بيئة الأعمال المفتوحة رفيعة المستوى للمقاطعة مزيدا من المستثمرين العالميين، بما فيها إحدى الشركات الكندية للشوكولاتة.

وقال منغ وي وي، المدير العام بفرع الشركة في المقاطعة “يعد القدوم إلى ميناء هاينان للتجارة الحرة فرصة جيدة لنا، ويمكن التعامل مع كل الأمور بشكل سريع، مما ساعدنا على دخول السوق المحلية في أسرع وقت ممكن. ونبدأ في بيع المنتجات إلى جنوب شرق آسيا”.

خلال السنوات الخمس الماضية، بلغ متوسط نمو تجارة السلع وتجارة الخدمات في المقاطعة 23.4% و17.7% على التوالي، وتجاوز الحجم الإجمالي الاستثمار الأجنبي الذي تستخدمه المقاطعة وعدد كيانات السوق المنشأة حديثا بالمقاطعة خلال السنوات الخمس الماضية الحجم الإجمالي في السنوات الـ30 التي سبقت إنشاء ميناء التجارة الحرة.

وتعد منطقة جيانغدونغ الجديدة بمدينة هايكو بالمقاطعة منطقة رئيسية لبناء الميناء، وتبلغ مساحتها 298 كيلومترا مربعا، وتقع على الساحل الشرقي للمدينة. واجتذبت المنطقة دخول أكثر من 5000 شركة في المتوسط كل عام منذ إنشائها في يونيو عام 2018، ولها الآن 38 من بين أفضل 500 شركة في العالم و193 شركة رائدة في الصناعة.

وزادت عائدات الأعمال في المنطقة الجديدة من 18.9 مليار يوان في عام 2019 إلى 311.6 مليار يوان (45.3 مليار دولار أمريكي) في العام الماضي. وتجاوزت عائدات الأعمال المجمعة للمنطقة الجديدة و12 منطقة رئيسية أخرى لبناء الميناء 1.8 تريليون يوان (262 مليار دولار) في العام الماضي.

وقالت وانغ يان، نائبة مدير مكتب إدارة المنطقة الجديدة “تتغير المنطقة الجديدة بسرعة كل عام، ومنذ مطلع العام الجاري، أتت إلينا الشركات وفرق البحث لاستكشاف فرص التعاون. ورأى الجميع الإمكانات الكبيرة وفرص التنمية في ميناء هاينان للتجارة الحرة مع سياساته ومزاياه التفضيلية”.

خلال السنوات الخمس الماضية، حققت مقاطعة هاينان تنمية اقتصادية واجتماعية عالية الجودة، بمتوسط نمو سنوي بلغ 5.3% للناتج المحلي الإجمالي ومتوسط نمو سنوي بلغ 4.3% لإيرادات الميزانية العامة.

وتمثل الصناعات الأربع الرائدة، المتمثلة في السياحة والخدمات الحديثة والتقنيات الفائقة والزراعة ذات الخصائص الاستوائية، 70% من إجمالي الناتج المحلي للمقاطعة.

وتوجد أكثر من 1500 شركة فائقة التقنية في المقاطعة، وتم إحراز تقدم مطرد في بناء المنطقة التجريبية الوطنية للحضارة الإيكولوجية بالمقاطعة.
وقال لي يوي في، مسؤول بالمقاطعة “ستلتزم مقاطعة هاينان دائما بطريق الإصلاح والانفتاح.

وسنقوم بتسريع بناء المرافق وإجراء المزيد من الاختبارات لتحقيق عمليات جمركية مستقلة في الجزيرة بأكملها بحلول نهاية عام 2025، وتماشيا مع القواعد الاقتصادية والتجارية الدولية رفيعة المستوى، سنبذل قصارى جهدنا لبناء الميناء ليصبح مشروعا نموذجياً للتحديث صيني النمط”.